ريو 2016 - محمد وسارة يعيدان الأثقال المصرية إلى الواجهة
أعاد الرباعان محمد إيهاب وسارة سمير رياضة رفع الأثقال المصرية إلى منصات التتويج الأولمبية للمرة الأولى منذ 68 عاماً وذلك بإحرازهما اليوم الأربعاء برونزيتين في دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016.
افتتحت سمير رصيد الفراعنة في ريو وباتت أول مصرية تصعد على منصة التتويج في تاريخ المشاركة المصرية في الألعاب الأولمبية محققة 3 أرقام قياسية شخصية برفعها 255 كلغ (112 كلغ خطفاً و143 كلغ نتراً)، وبعدها بنحو ساعو ونصف الساعة، عزز مواطنها إيهاب ببرونزية ثانية "أثلجت" صدر وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز.
"انه إنجاز رائع للرياضة العربية عموما والمصرية على الخصوص، منذ نحو 70 عاماً لم نذق طعم الميداليات في منافسات رفع الأثقال" بهذه الكلمات عبر عبد العزيز لوكالة فرانس برس عن سعادته بإحراز إيهاب للبرونزية الثانية.
انتظرت رياضة رفع الأثقال المصرية 68 عاماً للعودة إلى التألق مجدداً في الألعاب الأولمبية وهي التي نالت شرف منح الفراعنة ميداليتهم الأولى في الألعاب الأولمبية وكانت ذهبية عبر محمد نصير في الوزن الخفيف الثقيل.
وعادت الأثقال المصرية إلى التوهج في أولمبياد برلين عام 1936 بإحرازها 5 ميداليات بينها ذهبيتان لأنور مصباح (الوزن الخفيف) وخضر التوني (وزن المتوسط)، وثلاث برونزيات لصالح سليمان وإبراهيم شمس وإبراهيم واصف، ثم رفعت إلى غلتها إلى 9 ميداليات في أولمبياد لندن 1948 عندما نال محمود فياض وإبراهيم شمس ذهبيتين وعطية حمودة فضية، قبل أن تغيب إلى اليوم.
وأوضح عبد العزيز: "انه إنجاز رائع. سمير هي أول رياضية ترفع علم مصر في تاريخ الألعاب الأولمبية، كما أنها أحرزت أول ميدالية لنا في رفع الأثقال في الأولمبياد منذ عام 1948 في لندن".
وأضاف "إنجازها سيكون دافعاً قوياً لكل اللاعبين المصريين المشاركين في الأولمبياد لتحقيق إنجازات جديدة".
وبالفعل، أعطى إنجاز سمير مفعوله بعد فترة قصيرة وظفر إيهاب ببرونزية وزن 77 كلغ.
حل إيهاب خلف الكازخستاني نجاد رحيموف والصيني تشاو جون ليو اللذين حققا معا رقما قياسياً لهذا الوزن.
ونجح إيهاب في خطف 165 كلغ في المحأولة الثانية واخفق في الثالثة (168)، ورفع نترا 196 كلغ في الثانية واخفق في رفع 203 في الثالثة ليصبح مجموعه 361 كلغ.
وقال إيهاب: "إنجاز سارة حمسني كثيراً وجهازي التدريبي كان يرغب في تحقيقي لميدالية أفضل من البرونزية، لقد بذلت كل ما في وسعي وأنا سعيد بالبرونزية".
وأضاف "في الدورات الأولمبية السابقة، كان من المفترض أن يحقق (الرباعون المصريون) ميداليات لكننا للأسف لم نتمكن من ذلك. اليوم رفعت الكثير من الأوزان الثقيلة ونجحت في كسب ميدالية وأنا سعيد بالجهد الذي بذلته".
وتابع "الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي اليوم كان رفع علم بلادي".
باع طويل في الأثقال
أكد عبد العزيز أن "رياضة رفع الأثقال المصرية لها باع طويل في البطولات الأولمبية والعالمية، لم يخب ظننا عندما ركزنا على الشباب وحرصنا على تشجيعهم وتوفير الامكانيات لهم. الحصيلة ميداليتان حتى الآن، ولا يزال لدينا أمل في ميدالية ثالثة".
وختم قائلاً: "الرياضة المصرية بدأت تضع رجلها على الطريق الصحيح لإعادة التوهج للألعاب الفردية".
والملفت أن سن إيهاب وسمير 19 عاماً، وبالتالي أمامهما مستقبل باهر في هذه الرياضة، علماً بأن الأخيرة هي خطيبة رباع آخر سيدخل غمار المنافسات وهو رجب عبد الحي في وزن 94 كلغ.
وضحت سمير بموسمها الدراسي من أجل الألعاب الأولمبية، فهي طالبة في الثانوية العامة ولم تخض الامتحانات هذا الصيف، وبعد تتويجها اليوم طالبت بمساعدتها على اجتياز امتحان الدورة الثانية تفادياً لتكرار السنة الدراسية.
وبدوره قال رئيس الاتحاد المصري لرفع الأثقال محمود محجوب: "فرحتنا لا توصف، بعد غياب نحو 70 عاماً عدنا إلى منصات التتويج".
وأضاف "خطفنا ميداليتين من فم الأسد اليوم، ونأمل في المزيد بطبيعة الحال. لم تخب توقعاتنا، خططنا منذ البداية من أجل حصد الميداليات في المسابقة، والحمد لله نجحنا في مسعانا حتى الآن".